السكته الدماغية

العنوان:السكتة الدماغية
القسم الطبي:قسم النفسية والعصبيةالرقم المرجعي:DTH-HEU: 010 – V1
الإعداد:د/ زغلول الصافي جودهالاعتماد:مدير المستشفى
التاريخ:٠١/٠٩/٢٠٢٢تاريخ المراجعة:٠١/٠٩/٢٠٢٢

مقدمة:      

تعرف السكتة الدماغية بأنها حادثة وعائية دماغية (Cerebrovascular accident – CVA) تحدث عندما يتوقف، أو يتعرقل بشدة، تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، مما يمنع أنسجة المخ من الأكسجين الضروري ومواد التغذية الحيوية الأخرى. وتتعرض خلايا المخ – جرّاء ذلك – للموت خلال دقائق قليلة.
والسكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة، والعلاج الفوري لها أمر بالغ الحيوية والأهمية؛ إذ يمكن من خلاله تقليل الأضرار للدماغ ومنع المضاعفات المحتملة ما بعد السكتة.

ويمكن  معالجة السكتة الدماغية، وذلك عن طريق رفع مستوى السيطرة على معظم عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل ارتفاع ضغط الدم (Hypertension)، التدخين، وارتفاع الكولسترول في الدم (High blood cholesterol)، وهذه العوامل هي السبب الرئيسي على الأرجح لانخفاض حالات السكتة الدماغية.

أعراض السكتة الدماغية :

ينبغي الانتباه إلى العلامات المبكرة التالية:

  • صعوبة في المشيإذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية، فقد يتعثر، يشعر بدوخة، يفقد توازنه، أو يفقد قدرة التنسيق (بين الحواس، الحركة، والكلام).
  • صعوبة في التكلم: إذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية، فقد يصبح كلامه ثقيلًا أو قد يفقد القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة لوصف ما يحدث له ومعه (فقدان الكلام، أو فقدان اللغة – Aphasia). حاول تكرار جملة بسيطة.. إذا لم تستطع فعل ذلك، فمن المحتمل أنك مصاب بسكتة دماغية.
  • شلل أو خدر (Numbness) في جانب واحد من الجسم: إذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية، قد يفقد الإحساس، أو يشعر بشلل نصفي (شلل في جانب واحد من الجسم). حاول رفع كلتي ذراعيك فوق رأسك في الوقت نفسه.. إذا بدأت إحداهما بالهبوط، وكان لديك أحد الأعراض الأخرى فمن المحتمل أنك مصاب بالسكتة الدماغية.
  • صعوبات في الرؤية: إذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية، فقد يعاني تشوش الرؤية بشكل مفاجئ، قد يفقد الرؤية للحظات قليلة، أو قد يعاني (ازدواج الرؤية  Diplopia) )
  • الصداع: الصداع الذي يظهر فجأة ودون سابق إنذار، أو الصداع غير العادي، الذي قد يكون مصحوبًا بتشنج في الرقبة، آلام في الوجه، آلام بين العينين، تقيؤ مفاجئ أو تغيرات في الحالة الإدراكية – قد تدل، في بعض الأحيان، على الإصابة بالسكتة الدماغية.
    عند معظم الأشخاص، العلامة الأولى التي تشير إلى إصابة محتملة بالسكتة الدماغية هي نقص التروية الدماغية العابـرة (TIA – Transient ischemic attack) وهي خلل مؤقت في إيصال الدم إلى جزء واحد من الدماغ.

أسباب وعوامل خطر السكتة الدماغية:


السكتة الدماغية تحدث إذا كانت هناك مشكلة أو خلل في كمية الدم المتدفقة إلى الدماغ المسبب للسكتة الدماغية من النوع الأكثر انتشارًا – السكتة الدماغية الأقفارية (ischemic stroke) – هو توصيل كمية قليلة من الدم إلى الدماغ.

أما المسبب للنوع الآخر من السكتة الدماغية – السكتة الدماغية النزفية (hemorrhagicstroke) – فهو وجود فائض من الدم في الجمجمة.

السكتة الدماغية الأقفارية (ischemic stroke):
يشكل هذا النوع من السكتة الدماغية حوالي 80% من السكتات الدماغية. هذه السكتة تحدث عندما تضيق شرايين الدماغ أو تنسد، مما يسبب انخفاضًا كبيرًا في كمية الدم المزودة إلى الدماغ (نقص التروية – Ischemia). وهذا يمنع، بالتالي، تزويد الدماغ بالأكسجين ومواد التغذية المختلفة، مما يؤدي إلى موت خلايا الدماغ خلال دقائق معدودة.


أنواع السكتة الدماغية الأقفارية الأكثر شيوعًا هي:


سكتة دماغية خـثارية (Thrombotic stroke) – يحدث هذا النوع من السكتة الدماغية عندما تتكون خثرة / جلـطة (Thrombus) في أحد الشرايين المسؤولة عن توريد الدم إلى الدماغ. تخثـر الدم يحدث عادة في المناطق التي كانت قد تضررت جراء مرض تصلب الشرايين، وهو مرض تنسد فيه الشرايين بسبب تراكم الترسبات الدهنية (لـويحات). هذه العملية تحدث في أحد شرياني الرأس (kuh – ROT – id) الموجودين في مؤخر العنق والمسؤولـين عن توريد الدم إلى الدماغ، مثل الشرايين الأخرى في منطقة الرقبة والدماغ.


سكتة دماغية (صمية أوانصمامية) strokeEmbolic) – ) يحدث هذا النوع من السكتة الدماغية عند تكون خثرة أو جسيم آخر في داخل أحد الأوعية الدموية البعيدة عن الدماغ، في منطقة القلب، عادة فيدفعها تيار الدم معه حتى تستقر في وعاء دموي ضيق في منطقة الدماغ. ويسمى هذا النوع من الخثرة صمة (embolus). هذه الحالة تنشأ إجمالًا نتيجة لاضطرابات نظم القلب في واحدة من حجرتي القلب العليا (الرجفان الأذيني – Atrial fibrillation)، يؤدي إلى خلل في تزويد الدم وإلى تكون جلطات.


السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke):
تحدث هذه السكتة عندما يبدأ أحد الأوعية الدموية في الدماغ بالنزف أو بالتمزق. هذا النزف قد يحدث نتيجة بعض الحالات الطبية التي تؤثر على الأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم غير المعالـج ( توسع كيسي غير طبيعي في شريان أو أكثر – Aneurysm). وهناك سبب آخر أقل شيوعًا للنزف، هو تمزق الأوعية الدموية، وهو تشوه شرياني وريدي (AMV – Arteriovenous malformation) يتمثل في كون بعض الأوعية الدموية رقيقة الجدران، مما يؤدي إلى تمزقها بسهولة وهو تشوه خِلـقي.

هنالك نوعان من السكتة الدماغية النزفية:

نزف داخل الدماغ:
 في هذا النوع من السكتة الدماغية، ينفجر أحد الأوعية الدموية الموجودة في داخل الدماغ فيتدفق الدم إلى أنسجة الدماغ من حوله، مما يسبب ضررًا لخلايا الدماغ. كذلك خلايا الدماغ الموجودة ما وراء التسرب لا تحصل على كميات منتظمة من الدم فيصيبها الضرر، هي الأخرى..

وقد يسبب ارتفاع ضغط الدم مع الوقت لسكتة دماغية من هذا النوع. فمع مرور الوقت يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يجعل الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة داخل الدماغ أكثر رقة وأكثر عرضة للتشقق والتمزق.

 نزف تحت العنكبوتية :
 في هذا النوع من السكتة الدماغية، يبدأ النزف في أحد الشرايين الكبيرة أو في منطقة سطح الدماغ فيتدفق الدم في الحيز ما بين الدماغ والجمجمة. هذا النوع من النزف يكون مصحوبًا، عادة، بصداع قوي جدًّا ومفاجئ.

هذا النوع من السكتة الدماغية ينجم، غالبًا، عند انتفاخ أو توسع يظهر في جدار أحد الشرايين، التي قد تتكون وتكبر مع الوقت، أو قد تكون خِلقية (منذ الولادة). بعد بدء النزف، قد تتوسع الأوعية الدموية في الدماغ وتضيق بطريقة غير منتظمة (تشنج وعائي-   vasospasm)، مما قد يسبب ضررًا للخلايا جراء الهبوط الإضافي في تزويد أجزاء الدماغ الأخرى بالدم.


هنالك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال التعرض لسكتة دماغية. كما أن بعض هذه العوامل قد يزيد، أيضًا، احتمال الإصابة بالجلطة (السكتة) القلبية (احتشاء عضل القلب الحاد – AMI – Acute myocardial infarction). )


عوامل الخطر للإصابة بسكتة دماغية تشمل:

  • السن: الأشخاص في سن 55 عامًا وما فوق.
  • ارتفاع ضغط الدم: إذا كان مستوى الضغط الانقباضي Systolic) 140) ملليمتر زئبق (mmHg) أو أكثر، أو مستوى الضغط الانبساطي Diastolic) 90) ملليمتر زئبق (mmHg) أو أكثر
  • ارتفاع الكولسترول: إذا كان مستوى الكولسترول في الدم 200 ملليغرام لكل ديسيلتر (mg/dL) أو أكثر.
  • التدخين.
  • مرض السكري.
  • السمنة: إذا كانت قيمة مؤشر كتلة الجسم BMI) 30) ) أو أكثر.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك فشل القلب (heart failure)، عيب في القلب، التهاب القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • سكتة دماغية سابقة أو نوبة إقفارية عابرة (TIA – Transient ischemic attack).
  • مستويات مرتفعة من هوموسيستتين (Homocysteine)، وهو نوع من الأحماض الأمينية.
  • استخدام حبوب منع الحمل أو علاج هرموني آخر.

عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية، من بينها: تناول الكحول واستعمال المخدرات.

بالرغم من أن معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية متساوية لدى النساء والرجال، إلا أن النساء أكثر عرضة من الرجال للموت جرّاء السكتة الدماغية. ذوو البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية من الأشخاص ذوي أصول عرقية أخرى..

مضاعفات السكتة الدماغية :


المضاعفات المحتملة نتيجة للسكتة الدماغية تختلف باختلاف الجزء المتضرر من الدماغ.
هذه المضاعفات تشمل:

  • شلل أو فقدان القدرة على تحريك العضلات.
  • صعوبة في الكلام أو البلع.
  • فقدان الذاكرة أو مشاكل في الفهم العام.
  • آلام.

الأشخاص الذين يصابون بسكتة دماغية، أحيانًا، يصبحون انطوائيين وأقل اختلاطًا ومشاركة في الحياة الاجتماعية. قد يفقدون القدرة على الاعتناء بأنفسهم، وقد يحتاجون إلى رعاية تمريضية لمساعدتهم في المهام اليومية، مثل النظافة الشخصية وغيرها.

كذلك الأمر بالنسبة لمضاعفات السكتة الدماغية، إذ يتفاوت نجاح علاجها من شخص إلى آخر.

تشخيص السكتة الدماغية :


إذا كان شخص ما قد أصيب في الماضي بسكتة دماغية أو بنوبة إقفارية عابرة (TIA)، أو إذا كان يعتقد بأنه معرض لخطر الإصابة بسكتة دماغية، فعليه التحدث مع طبيب أعصاب بشان إجراء فحوصات الأشعة النووية (scaning).

قبل بدء العلاج، على الطبيب المعالج معرفة نوع السكتة الدماغية التي حدثت وأي المناطق في الدماغ تأثرت بها أو تضررت جراءها. كما ينبغي، قبل بدء العلاج، استبعاد ونفي أسباب محتملة أخرى، مثل الأورام في الدماغ.

الفحوصات التالية هي فحوصات الأشعة النووية الأكثر شيوعًا القادرة على تحديد درجة خطر التعرض لسكتة دماغية، ولكن يمكنها أيضًا أن تشكل وسيلة تشخيص، في حال كان الشخص قد أصيب بسكتة دماغية:

  • فحص سريري.
  • تصوير بموجات فوق صوتية (Ultrasound) للشريان السباتي (Arteria carotis).
  • تصوير الشرايين (Arteriography).
  • تصوير مقطعي محوسب (CT).
  • تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • تخطيط صدى القلب (Echocardiography).

علاج السكتة الدماغية:


السكتة الإقفارية هي أكثر أنواع السكتات شيوعًا، ويمكن معالجتها بدواء  يدعى تي بي إيه (t-PA) يذيب الجلطات التي تعوّق تدفق الدم إلى الدماغ. من أجل تقييم الحالة ومعالجتها، من المهم جدًّا الوصول سريعًا إلى المستشفى.إذا حدثت السكتة أو النوبة الإقفارية العابرة، فإن أهم الأشياء التي يجب تذكرها هي:

  • لا تهمل علامات السكتة حتى لو اختفت.
  • راجع الوقت. متى بدأت الأعراض الأولى؟
  • إذا كان هناك واحد أو أكثر من أعراض السكتة واستمر لأكثر من دقائق معدودة، فلا تنتظر، اتصل بالخدمات الطبية الإسعافية.

الاختبارات التي تُجرى في قسم الإسعاف تبين ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن سكتة أو نوبة إقفارية عابرة أو عن مشكلة طبية أخرى. ويختلف علاج السكتة الناجمة جراء انسداد شريان عن علاج السكتة الناجمة من جراء تمزق وعاء دموي. في المستشفى قد يصف الطبيب لك الأسبيرين أو أي مسيل للدم لمنع تشكل جلطات دموية لديك. أيضًا تسمى بعض مسيلات الدم الأدوية المضادة للصفيحات، فحين تتناول مسيلات الدم يمكن أن تصبح بحاجة إلى اختبارات دموية دورية. وقد يعطى أيضًا أدوية أخرى في المستشفى. ويمكن أن تشمل أدوية لمعالجة ارتفاع الضغط الشرياني ومعالجة ارتفاع الكولسترول والمشاكل القلبية وداء السكري.

الجراحة أو علاجات أخرى – قد يوصي الطبيب المعالج باجراء عملية جراحية لفتح الشريان المسدود، جزئيًّا أو كليًّا.

وتشمل هذه العمليات:

  • فتح الشريان (CEA)
  • تثبيت دعامة شبكية مرنة (stent) داخل التضيق (CAS).
  • السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke).

قد تكون الجراحة مفيدة في معالجة السكتة الدماغية النزفية أو منع السكتة الدماغية المقبلة.


وهناك نصائح مهمة ينصح بها الأطباء قبل الخروج من المشفى

  • ضرورة الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنًا.
  • اتباع حمية مناسبة بعد الخروج من المستشفى.
  • معرفة الأدوات التي  قد تحتاجها لمساعدتك على التحرك.
  • معرفة مجموعات الدعم الخاصة بالسكتة في مجتمعك وكيفية التعايش مع المرض.
  • معرفة المواعيد الطبية التي يمكن أن تحتاجها مع معالج فيزيائي أو أخصائي لمعالجة النطق.
  • أهمية استمرار زيارات المتابعة مع طبيبك وتناول الأدوية في وقتها المحدد..

الوقاية:


الوقاية من السكتات أسهل من معالجتها بعد أن تحدث. يمكنك أن تقي نفسك من تكرار السكتة إذا حدثت مرة لديك من قبل. هناك عوامل معينة تزيد من فرص حدوث السكتة، وهذه العوامل تسمى عوامل خطورة الإصابة بالسكتة.

إن عوامل الخطورة مختلفة من شخص لآخر، وبعض عوامل الخطورة لا يمكن تغييرها، مثل العمر والجنس والعرق، مثلًا، الشخص الأكبر سنًّا معرض للإصابة بالسكتة عمومًا أكثر من الأقل سنًا.عوامل الخطورة الأخرى يمكن تغييرها. يمكنك الحد من فرص الإصابة بالسكتة من خلال ضبطها،مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكولسترول.
  • مرض السكري.
  • عادات التدخين.
  • الوزن والنشاط البدني.

من المهم أن تعمل على ضبط عناصر الخطورة التي يمكن ضبطها بالتنسيق مع طبيبك.
إن إجراء تغييرات صحية على نمط حياتك يمكن أن يقلل من فرصة إصابتك بالسكتة بإذن الله.